الزمان يوم من أيام صيف عام 2052
>حفيدة في سن المراهقة (12 سنوات) تجلس مع جدتها (70 سنة) ويدور بينهما هذا الحوار:
>
>الحفيدة: تيته ميرو إزيك..بقى لي زمان ما قعدتش معاكي
>الجدة: وهو أنا عارفة أتلم عليكي خالص.. ده أنا قاعدة زهقانة قوي ومش لاقية حاجة
>تسليني
>الحفيدة: ومابتفتحيش الدش ليه يا تيته
>الجدة: التليفزيون بقى ممل خالص مافيهوش غير 9700 محطة بس!.وأنا كمان ما بعرفش أغير المحطات!
>الحفيدة: وإيه الحلاوة دي؟ حلو البادي اللي انتي لابساه ده..بس ده موضة قديمة قوي
>ياتيته !
>الجدة : يا بنتي أنا ست دقة قديمة وبالبس زي ما جيلنا الصاعد اتعود وحسب التقاليد
>القديمة بتاعتنا
>الحفيدة : أيوه بس مش حاسة إنك مخنوقة وانتي لابساه؟
>الجدة: أبداً ده هو ده اللبس المحتشم اللي مفروض الكل يلبسه ويحافظ عليه..فين أيام
>زمان لما كنا نلبس البادي اللي مبين البطن والظهر بس، مع البنطلون السترتش
>الجلد …كانت حاجة آخر روشنة
>الحفيدة : ياه يا تيته.. ده انتوا كان ليكم تقاليد غريبة خالص !
>الجدة : وهو انتي فاكرة إن أيامكم دي أيام؟ يا بنتي أيامكم دي ما يعلم بيها إلا ربنا
>.. فين أيام سنة 2002، هي الواحدة فينا كانت تستجري تشرب سيجارة البانجو ولا تسحب لها سطر بودرة
>قدام أبوها؟ طب ده الدنيا كانت تتقلب ساعتها وما تتعدلش .. أمال إيه .. كان
>فيه حاجة اسمها أخلاق
>الحفيدة: معقول يا تيته؟ للدرجة الفظيعة دي!!؟
>الجدة: أمال انتي فاكرة إيه .. وبعدين كانت الست من دول ما تلبسش اللبس الخليع بتاع
>اليومين دول..يعني الجيبة كان ما يقلش طولها عن شبر وربع .. وكانوا الستات
>يلبسوا فوقيها بلوزة باستمرار ..مش زي دلوقتي! حسبي الله ونعم الوكيل!
>الحفيدة : يا خبر .. وإيه كمان ياتيته
>الجدة: ح أقول لك إيه ولا إيه يعني خدي عندك مثلاً .. زمان كنا نسمع الطرب الأصيل
>لمطربين حقيقيين زي مصطفى قمر وعمرو دياب وطبعاً كانت سيدة الغناء "شاكيرا"،
>وكانت الأغنية مدتها أكثر من دقيقتين متواصلين من الطرب الأصيل والموسيقى
>الهادية الراسية اللي تعمر النافوخ بصحيح كانوا مطربين روشين وآخر طحن، حسبي
>الله ونعم الوكيل!
>الحفيدة : وبعدين ياتيته
>الجدة : وبعدين كنا نسمع على حاجة اسمها اسطوانات ليزر، ودي صحيح انقرضت، بس كان ليها
>طعم عن دلوقتي، يا سلام لما كنا نحطها في الووكمان ونعلقها في حزام البنطلون
>كده ونمشي في الشارع كده، كانت أيام جميلة. حسبي الله ونعم الوكيل!
>الحفيدة : حكاويكى ممتعة قوي يا تيته .. ثانية واحدة بس لما أصحي سمسم صاحبي فى
>المدرسة لأنه بايت معايا في الأودة من امبارح ..أصل الإنسان الآلي بتاع
>الصحيان بايظ ولازم نصلحه النهاردة
>الجدة: طيب ياحبيبتي روحي
>(بعد عدة دقائق)
>الحفيدة: هيه يا تيته.. وبعدين
>الجدة : أحلى أيام بقى كانت أيام الدراسة، الفصل كان على أيامنا رايق وعدد التلاميذ
>فيه ما يزيدش عن ستين سبعين تلميذة، وكنا ساعتها بنعرف نفهم الدرس كويس مش زي
>دلوقتي، وكانت الشوارع أيامها فاضية يعني كانت إشارة المرور تقعد ساعة إلا
>ربع بس لأن مصر كلها كان تعدادها 70 مليون مش أكثر، تخيلي بقى الروقان اللي كنا فيه؟ حسبي الله ونعم الوكيل!
>الحفيدة : 70 مليون بس؟!!
>الجدة : أمال إيه .. عشان كده كانت كل حاجة رخيصة ، يعني مثلاً كيلو اللحمة يوم ما
>يضربه الدم كان يبقى بخمسة وعشرين جنيه أو بتلاتين جنيه، وكان أتخن جوز جزمة
>بـ 250 جنيه، وكان الواحد يقدر يشتري شقة تمليك بـ 150 ألف جنيه بس..وكان الدولار بخمسة جنيه بس تخيلي بقى؟
>الحفيدة : ما هو علشان كده الجواز على أيامكم كان سهل خالص، إحنا بقى خلصنا من
>العُقد دي
>الجدة : أُمال إيه .. ده احنا الواحدة مننا كانت بمجرد ما توصل سن 17 سنة تبتدي تفكر في الجواز العرفى على طول، وما كانش عندنا الأفكار الغريبة
>اللي بتعملوها دلوقتي، أنا شخصياً شايفة إن ده أوفر شوية، ده احنا يا بنتي
>على أيامنا كان لا يمكن البنت تتأخر بره البيت عن الساعة أربعة صباحاً، طب ده
>باباها كان ممكن ساعتها يخاصمها !
>الحفيدة : ياي! ده انتوا كنتوا متزمتين خالص ياتيته !!!
>الجدة : يا بنتي إحنا اتربينا على الأخلاق والفضيلة والعادات والتقاليد . يعنى كان
>أهل الفن محتشمين جداً وكانوا دايماً يطلعوا بالمايوهات البيكيني، والمذيعات
>كانوا يقعدوا جنب الضيف مش على ركبته زي دلوقتي.. هيـ يـ يـ يـ ـه الله يرحم
>دي أيام.. فكرتيني بالذي مضى حبي الله ونعم الوكيل!
>(تمسك الجدة بتليفون محمول في حجم علبة الكبريت)
>الحفيدة : ح تكلمي مين يا تيته
>الجدة : الحقيقة أنا كنت موصية الجزار على اتنين كيلو لحمة و اديته 600 دولار عربون وعايزة أطلبه أشوف إذا كانت اللحمة وصلت ولا لأ ..
>الحفيدة: (تنهض من مكانها) تشاو سي يو تيته!
>الجدة: سي يو
>وبعد مرور عدة ساعات انتابت الجدة خلالها غيبوبة بسبب الشيخوخة
>و في المساء دار هذا الحوار بين الجدة والحفيدة:
>الجدة: إنتي كنتي فين يا فتفت؟
>الحفيدة :أصل إحنا أخدنا الولد من الحضانة ..
>الجدة : ولد !! ولد إيه اللي أخدتوه من الحضانة؟
>الحفيدة : آه صحيح أنا نسيت أقول لك .. أصل أنا جبت ولد من سمسم صاحبي
>الجدة: يا بنتي مستعجلين على إيه مش لما تتجوزوا ؟ حسبي الله ونعم الوكيل!
>الحفيدة : يا سلام عليكي يا تيته.. إنتي عليك تحكيمات غريبة..طيب إيه اللي يمنع نخلف من غير جواز أنا شخصياً
>عملتها ونفعت
>الجدة : مشكلتي إني ما باعرفش أزعل منك يا فتفت يا عكروتة ..وسميتوا المحروس إيه بقى
>الحفيدة : سميناه (دوت كوم) ..
>الجدة : نعم ............ دوت كوم؟ نظام هاي تك بقى؟ يعني لما تعوزي تنادي له تدوسي
>(إنتر) ولا إيه بالضبط ؟
>الحفيدة : ها ها ها ها .. إيه الخفة دي يا تيته .. والله فكرة .. لما أعوز أنده له
>أدوس إنتر .. ولما أحب أقول له روح أودتك أدوس (ألت و إف4)
>الجدة: وأخدتوه من الحضانة وديتوه فين بقى؟
>الحفيدة : وديناه النادي الصهيوني بتاع الحي
>الجدة : النادي الصهيوني بتاع الحي؟
>الحفيدة : أيوه .. ده نادي جميل معمول برعاية كبار رجال الأعمال .. وتحت رعاية وزارة
>الزراعة وده بيعلم الأطفال حاجات ظريفة خالص ومصاريفه رخيصة جداً وبعدين
>الولد الكويس ممكن يبعتوه يكمل تعليمه في إسرائيل على نفقة وزارة الزراعة أصل
>(ميدو يوسف والي) وزير الزراعة ده راجل متفتح قوي. هه، أفتح لك التليفزيون
>يا تيته عشان تشوفي نشرة الأخبار
>الحفيدة تضغط الريموت كنترول لنرى شاشة كبيرة بطول وعرض حائط الغرفة، وتظهر
>صوت مذيعة مصحوبا بلقطات للأنباء تقول:
>المذيعة : هاي شلة! إليكم عناوين الأخبار
>- أمريكا ترصد 25 مليار دولار