ذو الهمة العالية لا يخفى من زمان الصبا

[size=12]قال الامام ابن الجوزى رحمه الله
(تاملت اللذين يختارهم الحق عز وجل لولايته والقرب منه فقد سمعنا اوصافهم ومن نظنه منهم ممن رايناه)
فوجدته سبحانه لا يختار الا شخصا كامل الصورة لاعيب فى صورته ولا نقص فى خلقته فتراه حسن الوجه معتدل القامة سليما من افة بدنه ثم يكون كاملا فى باطنه سخيا جوادا عاقلا غير خب ولا خادع ولا حقود ولا حسود ولا فيه عيب من عيوب الباطن
فذاك اللذى يربيه من صغره فتراه فى الطفولة معتزلا عن الصبيان كانه فى الصبا شيخ ينبو عن الرذائل ويفزع من النقائص ثم لا تزال شجرة همته تنمو حتى يرى ثمرها متهدلا على اغصان الشباب فهو حريص على العلم منكمش على العمل حافظ للزمان مراع للاوقات ساع فى طلب الفضائل خائف من النقائص ولو رايت التوفيق والالهام الربانى يحوطه لرايت كيف ياخذ بيده ان عثر ويمنعه من الخطا ان هم ويستخدمه فى الفضائل ويستر عمله عنه حتى لا يراه منه
فمثل هذه الشخصية الواعدة احق بقول القائل
رفعت اليك وما ثغر ت 2)عيون مستمع وناظر
وراوا عليك ومنك فى ال مهد النهى ذات البصائر
وقال بن مهدى راى ابو اسحاق السبيعى سفيان الثورى مقبلا
فقال(واتيناه الحكم صبيا)

[/size]